..جميلة هذه.. سأرتديها


حين أشاهد قطعة ملابس تعجبني وترضي ذوقي وأشعر معها أنني سأبدو قـَطـْعًا أنيقة أقرر وفورًا :"جميلة هذه سأرتديها"..فحتمًا سأشتريها.

كذلك أشعر مع الكلمات، فكلماتي جزء لا يتجزأ من مظهري وأناقتي وحين أعثر بين صفحات الكتب على كلمة جديدة تجتذب أذني وأشعر معها كم سأبدو أنيقة.. أيضًا أقرر وفورًا "جميلة هذه سأرتديها"، فحين قال الفيلسوف اليوناني سقراط: "تكلم حتى أراك" لم تكن مقولته من فراغ.. فلا يكفي أن يبدو المظهر أنيق فحسب لأسلم بحسن ذوق صاحبه ولا أن يبدو مثقفًا لأجزم بأنه كذلك فيجب أن يتكلم لأتأكد مما ادعى بمظهره.
ولا أظنني أخبركم بجديد حين أقول أنه كثيرًا ما تكون المظاهر خادعة.. وقابلت من هذه الأمثلة فعلاً في حياتي.. على سبيل المثال كنت أمشي مرة بأحد الشوارع ومررت بإحدى محطات الحافلات ووجدت امرأة وبنتيها يبدو أنهما من أصل ريفي لكن الفتاتين كانتا ترتديان من الملابس أحدثها ويبدو عليها بعض حسن ذوق.. لكن وقبل أن أفوتهما تمامًا فتحت إحداهما فمها للتحدث ولأجد شفتيها قد قُلبتا بشكل سوقي جدًا وبدأت في التشويح بيديها وتوجيه كلامها لأختها -التي يبدو أنها تكبرها- بصوت عالٍ وأسلوب لا يليق بفتاة رقيقة أبدًا.. وهكذا وفجأة وجدت صورتها الأنيقة وقد تحطمت أمامي ولم أعد أرى إلا فتاة سوقية تفتقر للأسلوب الراقِ في الحديث.

أعلم يقينًا أن الرقي ليس حكرًا على طبقة.. فكم لقيت من بسطاء أرقى من الملوك.. وكم لقيت من أثرياء لا يرقوا عن الصعاليك.. كلٌ وما أراد أن يرتدي من كلمات ترفعه أو تدنيه.

4 ...تعليقات:

E73 يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعجبتني كثيرًا هذه التدوينة
بالفعل المظاهر خداعة
وما أن تفتح إحداهن فمها حتى تجدي أنه يخرج منه ملوثات الكون

غروب يقول...

ايه ده يا سحر انتى بتسيحي للبنت ؟هههههه

بس بجد كلام واقعي جدا

مش بالمظاهر ابدا

زادت قناعتى بالموضوع ده مؤخرا

يمكن كنت احيانا سطحيه وابص للشكل والاناقه لكن اكتشفت ان العقول هى الفارق

تحياتى

وحليت الواجب يا ستو

وسلمى بقه على سالي

مسلمة يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ممم تلك الملوثات أسميها أنا فيونكات ^_^

حين أسمع من زميلة بعض الألفاظ السيئة، أسألها معاتبة: "ألابد من تلك الفيونكات بكلامك!"

مازال لدي أمل أن يفوتك التعليق الأول
:)

مسلمة يقول...

غروب..

فعلا العقول هي الفارق

وشطورة هديكي نجمة :)

الله يسلمك
;)

 

الحقوق محفوظة © فلة الكنانة. Template created by Volverene from Templates Block