!!أنتِ تشتغلي ايــــه؟

من الطبيعي حين يلقاك أحد بعد فترة ابتعاد طويلة أن يسأل عنك وعن أحوالك. ومن ضمن أحوالك هذه بالتأكيد إن كنت تعمل أو لا، فإن كنت تعمل.. فماذا تعمل؟!!
وهنا يكمن الحرج والمشكلة.. ليس لأنني لا سمح الله أعمل عمل أخجل من التصريح به، الأمر مختلف تمامًا، فأنا على العكس فخورة بعملي جدًا وأحبه وأتمنى لو يعرف كل الناس طبيعته وهذه هي المشكلة، أنه قليل من يعرف طبيعته!


عندما تسألني زميلة دراسة قديمة مثلاً: "أنت بتشتغلي ايـــه؟" أنظر في عينيها لوهلة لعلي أنفذ إلى رأسها وأستنبط إن كانت ستفهم ما سأقول، ثم أفحمها بردي: "مصممة جرافكس" فتبقى الابتسامة على وجهها وتومئ برأسها ببطء علامة من فهم جـيــدًا.. أنه لم يفهم شيئًا!

قد يتطلب الأمر مني بعض الشرح لطبيعة عملي - هذا إن كان لدى من أمامي استعداد أن يسمع - فأجدني بدأت في فتح فمي وغلقه وتحريك يدي في الهواء والنظر إلى اللامكان محاولة شرح شيء يجب أن تراه لتفهمه، لكن كثيرًا ما يريحني الناس من هذا العناء ويكتفون بالابتسام تجنبًا لحرج عدم فهمهم متظاهرين بالفهم وأتظاهر أنا بأنني صدقت أنهم فهموا، رغبة منا في تغيير هذا الموضوع المحرج لكلينا، لكن ما يغيظني حقًا أنهم يرحلون وفي رأسهم أن: "مسكينة.. بعد البكالوريوس تعمل كاتبة على الوورد في مكتبة جنب الجامعة!!!!!"

الحمد لله على كل شيء.. مازال لدي أمل على كل حال أن يتفهم طبيعة عملي يومًا ما أحد خارج نطاق الشركة التي أعمل بها، والشركات المنافسة، و..الأطفال الهواة على الانترنت!