كتاب "الحرب القذرة".. كتاب يجب أن يقرأ.
شهادة ضابط جزائري سابق في القوات الخاصة بالجيش الجزائري في الفترة 1992 - 2000. لجأ سياسيًا إلى فرنسا، ويحكي عن الفترة التي سميت "العشرية السوداء" في تاريخ الجزائر.
بدأت حين قام جنرالات الجيش بانقلاب عسكري للإطاحة بحكم التيار الإسلامي الذي أتى به الصندوق في انتخابات ديموقراطية...
يحكي كيف تغيرت عقيدة الجيش من حماية الوطن ضد العدو إلى ضرب أبناء البلد تحت مسمى "الإرهاب" الذي اتخذه ذريعة لمحاولة إبادة الإسلاميين ممن أعطوا صوتهم للتيار الإسلامي في الانتخابات.. وامتد القتل خلالها ليحصد الجنود أنفسهم وبقية طوائف الشعب حتى وصل للرعايا الأجانب "ما عدا الأمريكان منهم"
وكيف دعم الجنرالات هذا "الإرهاب" في الباطن بطرق شتى ليحاربوه في العلن، وتظل البلد في حالة طحن وحرب أهلية تكفل لهم الحفاظ على ما نهبوه وينهبونه من البلاد ويتيح لهم الإثراء من حالة الحرب الدائرة بأقذر السبل.
كما يحكي كيف يتم استغلال الجنود في هذه الحرب القذرة حتى لا يفيقوا إلا وهم شركاء في الجرائم والفظائع مما يدفع أغلبهم لتعاطي المخدرات بأنواعها للهروب من واقعهم الشائن وحتى لا يفقدوا عقلهم تمامًا.. وآخرون يهربون للمحاربة في صفوف الجماعات الإرهابية صنيعة الجيش.. والبعض الآخر يهرب للخارج مثل الكاتب إن لم يتم تصفيته قبلها أو يظل رهن الإعتقال دون أن يسمع عنه أحد.
تبقى الشهادة نصف الحقيقة إلى أن نقرأ شهادة من الجانب الآخر "التيار الإسلامي" لتتضح معالم الحقيقة كاملة!
هناك معطيات عدة مختلفة بين مصر والجزائر لكن الشواهد -تؤكدلي على الأقل- أن قيادات الجيش الفاسدة تتمنى أن تدفعنا لنفس السيناريو!.. لولا أن الإعلام المفتوح حاليًا وسهولة التصوير ونشر الأخبار يفضح أفعالهم ويحد من تماديهم -برغم إعلامهم المتواطئ جدًا وإغلاقهم إعلام التيار الإسلامي-، بالإضافة إلى إصرار التيار الإسلامي في مصر على السلمية برغم الاستفزازت المريعة المتواصلة، ودعاوى اللجوء إلى العنف التي تظهر مثلا في صورة تعليقات مريبة متكررة على صفحات التيار الإسلامي المتعددة كلما نشر خبر إعتداءات عليهم.
وحتى برغم هذه السلمية من التيار الإسلامي تجدهم يقومون بتلك العمليات الإرهابية الدنئية بأجهزتهم الخاصة وينسبونها لجماعات إسلامية إرهابية مجهولة بنفس الصورة المذكورة في شهادة الضابط.
كما أن وقوع حوادث متكررة مؤخرًا يسقط ضحيتها جنود يستدعي إلى الذهن عمليات التصفية المذكورة في الكتاب لضمان عدم الانقلاب على الانقلاب.
يبدو وكأن هناك كتاب مقدس للأشرار يحفظونه ويطبقونه في كل البلاد الإسلامية، أو فقط يكفيهم النية والشيطان يتكفل بالباقي!
0 ...تعليقات:
إرسال تعليق