........يوم مرضت وزرت الطبيب وأعطاني دواء.. ذهبت وأبي لشراءه، وأثناء احضار الصيدلي له، قال أبي:"أوصاكِ الطبيب بالراحة، فلا تطمئني لأثر المسكن وتتحاملي على قدمك، فالألم نعمة أعطانا الله إياها لندرك حاجتنا للراحة"
صمت وتفكرت في كلماته وسرحت، عنده حق. تذكرت يومًا ذهبت فيه لطبيب الأسنان، وأعطاني حقنة مخدرة ليعالج ضرسي، يومها شعرت وكأن شفتي السفلية أصبحت مثل وسادة سميكة وطرية، وكأن عليها طبقة كثيفة من الجلد الميت!!!، فشرعت أنزع بعض تلك الطبقات الميتة!!، وفي الصباح -لا أراكم الله- كان ألم، استمر عدة أيام ليلتئم الجرح الذي تسببت فيه لنفسي بغفلة.
فعلاً.. الألم نعمة.. ولله الحمد.
وتأملت حالي الآن، وعرجي، وقلة قوتي في تحريك قدمي، فلا تقوى على الاستجابة لأوامر عقلي بالتحرك خوفًا من الألم مع كل خطوة فتأبى التنفيذ كل مرة ويصير العرج.. وتذكرت حالي، وصحتي قبل أيام، وعدم التفاتي كثيرًا لأمر أراه بديهي، لم أكن أشعر بنعمة صحتي، والآن وأنا على حالي هذه، أظنني أصل لأعلى مستوايات الإدراك لنعمة تتراوح بين يدي بفضل الله، فإنما "بأضدادها تُعرف الأشياء"
فحقًا.. الألم نعمة.. ولله الفضل