أحلام الطفولة العاتية.. وصخرة الواقع


هاااااااي أولاد هيا ارجعوا إلى الشاطئ.. حان وقت الرحيــــل.. عاشر مرة أنادي، لن أحضركم مرة أخرى لعدم استجابتكم!
وباستياء شديد يعود الأولاد -مجبرين- فآخر ما يريدونه هو عدم الحضور ثانيةً.. وتبدأ الأم في التجفيف والتلبيس وحزم الأمتعة.. فقد حان وقت الرحيل.. وببراءة نسأل لمَ نرحل الآن؟! لمَ لا نظل حتى تغرب الشمس؟! لمَ لا نبقى لليوم التالي مثلا؟!!!! تساؤلات كلها ملحة عن أشياء يراها الأطفال قابلة للتنفيذ بالفعل.. فما المانع فعلا من استمرار أوقات السعادة للأبد!!!


إن كانت الأم متفهمة وقادرة بعد الصياح وارتفاع ضغط الدم من المسئوليات على الرد على تلك التساؤلات –ونادرًا ما يحدث- فغالبًا سترد بأن هناك غداء لابد من تحضيره، وصلاة لابد من تأديتها، والراحة بالتأكيد لأن قدرة الكبار وطاقتهم ليست في أعلى مستوياتها كالصغار وليس لديهم مراجل مشتعلة يناديها ملذات الحياة الطفولية التي تجعلهم متيقظين بكامل حواسهم طالما هي تنادي إلى أن تتهيأ أجواء النوم فجأة فيغيبوا عن الوعي دون أدنى منغص أو مكدر، أو مسئولية أو تفكير في الغد يجعل النوم يفزع ويهرب ويجافي العيون ويهد ويؤرق الجفون وبُحَمِّلها سوادٍ على سواد!
وإن كان لدى الأم بعض الوعي التربوي ستدرج من ضمن الأسباب بعض الأسباب الخاصة بالأطفال أنفسهم وليس فقط موانعها الشخصية لاستمرار سعادتهم.. مثل أن بقاءهم في المياه فترات طويلة سيضر بشرتهم كثيرًا ويحرقها فتلتهب وتحمر وتتقشر وتؤلمهم كثيرًا ولن يستطيعوا ممارسة السباحة باستمتاع حينها من الألم.. ووعيها التربوي سيخبرها أيضًا أنهم لن يصدقوها إلا حين يحدث هذا بالفعل! ليس لأنها تكذب.. ولكن لأنها ولابد تبالغ لإخافتهم، بالضبط مثل قصص أبو رجل مسلوخة وأمنا الغولة!
هذا هو عالم الأطفال.. نزعات طفولية لا محدودة.. كل شيء ممكن، فقط الكبار يحبكونها!.. عندما يكبرون سيستمروا في كل سعاداتهم إلى الأبد!! هكذا فكر أغلبنا يومًا.. إلا أن أغلبنا أيضًا أصبح مثل تلك الأم.. يصيح بنفاد صبر وضغط مرتفع.. فشطحات الطفولة تفسد جدوله الملزم وتراكم عليه المسئوليات.. والوقت.. لا ينتظر أحد!
هذا هو أكبر اكتشاف نكتشفه حين ننضج.. أن الوقت بالفعل لا ينتظر أحد.. ومن لم يكتشف هذا بعد فهو بالتأكيد لم ينضج بعد، وليست هذه بإهانة فأنا بطريقة ما أحسده، وإن كنت لا أتمنى أن أكون مكانه أبدًا، فأنا ناضجة وأدرك أهمية الوقت! :(

الوقت واعتـبـارات أخرى.. صخور الواقع التي تتحطم عليها أحلام طفولتنا العاتية...

3 ...تعليقات:

غير معرف يقول...

ya wad ya gamed ya elly btodrek ahmeyet el wakt :D, fe3lan el scenario da 7asal m3ana kolena, w ana now ely btb2o m3 el family :D
Thanx

E73 يقول...

حرية بلا حدود بلا مسئوليات

يقيدها تعسف الكبار وفقط

هذه هي الطفولة المشردة في أعين الأطفال

عيني علينااللي لازم نرجع من الشط بدري علشان ....... الطبخ والصلاة والـ.......

للأسف تاني تعليق

مسلمة يقول...

:) عفوًا



E73
نعم الطفولة المشردة
تتعوض المرة القادمة :)


بعد فترة ابتعاد عن المدونة.. عدت لأقرأ تلك التدوينة وأقول لنفسي.. "نعم.. عندك حق" :(

 

الحقوق محفوظة © فلة الكنانة. Template created by Volverene from Templates Block