منذ سنوات قرأت رواية "دموع على سفوح المجد" لكاتبها دكتور عماد زكي
وكتبت رأيي فيها حينها في منتدى اللغة العربية بمنتديات محمد شريف حيث حصلت على رابط ملف وورد لتحميلها هناك وقتها.. وأعيد نشر ما كتبت هنا دون تعديل، فقد وضعت فيه مجهود ذهني وقتها لا أحب أن يضيع دون حفظ.
ولي طلب.. رجاء من يعرف أين يمكنني أن أجدها في مصر أن يخبرني لأنني بحثت عنها معرض القاهرة الدولي للكتاب ولم أوفق في العثور عليها للأسف.. فهي بلا شك رواية أحب أن أقتنيها في مكتبتي.
أترككم مع ما كتبت.. مع الأخذ في الاعتبار أن التدقيق كان بناء على النسخة الالكترونية التي قرأتها:
هي رائعة من الروائع حقًا إنها كذلك
أسلوب منطقي مرتب هادف "وأظنه أصاب هدفه".
الكتابة هي عمل بشري لن يصيب الكمال لكنني أرى اجتهادًا واضحًا من الكاتب في توصيل أفكاره المستنيرة من خلال سياق أدبي مدهش.
*لكنه كما قلنا "عمل بشري" فكان لي به بعض الوقفات سلبية وإيجابية سواء:
1-الكاتب أراد أن يوصل مفاهيم محددة وعصرية للشباب لتنير عقولهم وتوسع مفهومهم عن الإسلام خاصة، حسنًا فعل بأن نطق بها على لسان شخصيات في رواية فمن المعروف في أصول التربية أن النصيحة المباشرة تمجها النفس وترفضها ،لكن حينما توجه في صورة غير مباشرة يتقبلها الشخص أكثر، ولعل الكاتب قد نوه لهذا المفهوم في سياق روايته على لسان "سعد".
2-أقوى عبارات وتشبيهات الرواية من وجهة نظري:
· الأم: هل سمعت بإنسان ينام وعيناه ساهرتان؟! تشبيه بليغ قوي للتعبير عن الأمومة الطاغية.
· لا يوجد عاقل يرضى أن يتلقى تعليمات آلة أو جهاز ما إلامن المهندس الذي صممه، أول مرة سمعت هذا التعبير كان من الشيخ محمد متولي الشعراوي -أسأل الله له الرحمة والمغفرة وفسيح الجنات-وفيها تشبيه رائع ومقنع لمنطقية إتباع كتاب الله وسنة رسوله.
· ابنها الحبيب الذي باتت تشعر بأحاسيسه وتفكر بعقله وتنطق بلسانه وتنظر إلى الوجود بعينيه، جملة معبرة بشدة عن مدى انشغال الأم بابنها لدرجة أن التحمت به وعرفت شغاف نفسه واقتنعت به فكأنما أصبحا شخصًا واحد.
3-أضعف عبارات الرواية من وجهة نظري:
· متكئة بكلتا يديها على جدارها وهي تحتضن وجهها الحزين بين كفيها، هل يعني: متكئة بكوعيها على سورها وهي تحتضن وجهها الحزين بين كفيها.
· المصحف المعلق في صدر الصالة، صراحةً لم أرى في حياتي مصحف معلق في صدر الصالة لكن ربما يوجد هذا في بلد الكاتب والله أعلم.
· من الدفعات الممتازةالتي تخرجت من الكلية، على حد علمي يجب أن تقال من الدفعات الممتازةالتي تخرجت في الكلية.
4-استخدم الكاتب الكلمات استخدامات جديدة لم أعهدها من قبل وهي:
(تسربلني طمأنينة غامرة ،يستجيش المشاعر، تقاليدها الممجوجة ، فتخضوضرُ فيها الآمال ، تسلس له القياد))
ولهذا الاسلوب ميزة في أنه يثير عقل القارئ ويُعمل فكره ، إلا أنه يشوبه عيب أنه يقطع استرسال القارئ في القراءة ويلهيه هنيهة عن الانفعال بالجملة.
5-عجت الكتابة بالكثير من الأخطاء الإملائية التي ضج بها هيكل الرواية خاصة مع الآخذ في الاعتبار النقطة السابقة مصاحبة لإختلاف جنسية الكاتب عن القراء ، فوجدتني وقد اختلط على الأمر فأتسال هل هذا خطأ إملائ فأصلحه ، أم استخدام جديد للكلمة فأستوعبه ، أم أنها كلمة تستخدم في بلد القارئ ولم أعلمها في بلدي فأضيفها لقاموسي ؛ كان هذا أكبر عيب استوقفني أثناء قراءتي للرواية؛ من هذه الكلمات والتعبيرات:
(وترفك في ميزان الله درجة، والفرح في الملح الذي يلهب جراحها، فطرت لها وانتشى، أعماقها المدلهمة،ألا يرعوي، هم سعدأن مال إلى الهدوء، للقلق المؤلم الممض، دمعاً هتوناً، الدم الذي يغرضفي كل يوم المزيد، والتساؤلاتالحائرة تنثال على خاطره).
6-القائم على الكتابة أسقط بعض الكلمات التي صدعت بنيان الجملة وهذا في الجمل التالية:
* كلام الدكتور الذي في نفسه ينابيع الطموح أظنها قد تكون: كلام الدكتور الذي فجر في نفسه
ينابيع الطموح.
* كلمة هذه لكم أكرهها على الرغم من أنها أوضح من كل الحقائق التي توصل إليها الطب
أظنها قد تكون: كلمة الموت هذه لكم أكرهها على الرغم من أنها أوضح من كل الحقائق التي توصل إليها الطب.
7-أطال الكاتب وأسبغ في الحوار بين "عصام" و "سعد" بل أحسبه حريٌ بنا أن نعتبره قلب الرواية، وعادة ما تصيب الإطالة القارئ بالملل إلا أن إصابة هدف الكاتب السامي استلزم الإطالة وكذلك اسلوبه السهل الممتنع في الكتابة الذي وقى القارئ من الملل شفع له هذا.
8-مشهد المشفى ، لحظات الاحتضار ، إلتياع الأم والزوجة والأصدقاء والأطباء حقًا لوحة فنية متقنة لكاتب متمكن من قلمه يرسم به مشهد واقعي للحظات الفراق الأليمة الملتاعة،والتي أدمعت عيني وأثرت في أشد الأثر.
9-استولادِه للعبرة من موت شخص "عصام"- من خضم الأحداث- ليصبح مبعث لميلاد رغبة عشرات الأشخاص في تحقيق الهدف مما أكبره في نظري عن كثير من الكتاب الذين يؤثرون إنهاء روايتهم عند أكثر اللحظات إنفعالاً لتصبح النهاية أكثر ضجة وإعمالاً في نفس القراء.
10-عنوان الرواية "دموع على سفوح المجد" شعرت أنه يلائم مطلع ونهاية الرواية أكثر من قلبها.
في النهاية لا يسعني إلا أن أقول لهذا الكاتب المحترم صاحب الأسلوب المتميز جزاك الله -عنا وعن كل من أضاءت روايتك رؤيته- كل خير.
0 ...تعليقات:
إرسال تعليق